تصاعدت الأزمة داخل أروقة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بعد التقارير التي كشفت عن اتهامات جديدة طالت ناصر الخليفي، رئيس النادي، مما دفع الملاك القطريين إلى التهديد بسحب استثماراتهم من النادي الباريسي، بالإضافة إلى إعادة النظر في مشاريعهم الرياضية والإعلامية في فرنسا.
اتهامات جديدة تطال الخليفي
وفقًا لما كشفته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) اليوم الخميس، فإن الخليفي متهم بالتواطؤ في شراء الأصوات، وانتهاك حرية التصويت، واستغلال النفوذ، في قضية مرتبطة برجل الأعمال الفرنسي أرنو لاجاردير.
وتعود القضية إلى عام 2018، حيث يُزعم أن الخليفي حاول التأثير على تصويت حاسم كان من شأنه أن يخدم مصالح صندوق الثروة السيادي القطري، وذلك بحكم كونه أحد المساهمين الرئيسيين في مجموعة لاجاردير الإعلامية.
غضب قطري وتهديد بسحب الاستثمارات
من جهتها، أفادت شبكة "راديو مونت كارلو" أن تداعيات هذه الاتهامات وصلت إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث عبّر مسؤولون كبار هناك عن استيائهم من هذه التطورات القانونية، وهددوا باتخاذ خطوات جذرية تشمل سحب الاستثمارات القطرية من باريس سان جيرمان، بالإضافة إلى مراجعة استثماراتهم في مجموعة قنوات "بي إن سبورتس".
ونقلت الشبكة عن مصدر مقرب من الحكومة القطرية قوله:
"نشعر بالملل من هذه التجاوزات والإجراءات القانونية الكاذبة، والابتزاز والانتقادات اليومية. إنهم يحملون قطر مسؤولية كل الأخطاء بسبب عدم كفاءتهم، فكل مشكلة في فرنسا يتم إلصاقها بنا. هذه إساءة كبيرة لنا، والأمر بات مملاً وسئمنا منه."
الخليفي وسلسلة الاتهامات المستمرة
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الخليفي اتهامات مماثلة، حيث ذكرت شبكة "GFFN" الفرنسية أن رئيس باريس سان جيرمان كان قد تعرض سابقًا لتحقيقات تتعلق بقضايا فساد مرتبطة بفوز قطر بحق استضافة بطولة العالم لألعاب القوى لعامي 2017 و2019.
لكن في عام 2023، رفضت محكمة النقض الفرنسية هذه الدعوى، مؤكدة أن القضية خارج اختصاص القضاء الفرنسي، مما أسقط هذه التهم عن الخليفي في ذلك الوقت.
مستقبل باريس سان جيرمان على المحك
مع تصاعد الأزمة، يبقى السؤال الأهم: هل ستؤدي هذه التهديدات إلى انسحاب قطر فعليًا من باريس سان جيرمان؟ وما هو مستقبل النادي في حال قرر الملاك القطريون التخلي عنه؟
يعيش باريس سان جيرمان حالة من عدم الاستقرار في السنوات الأخيرة، رغم سيطرته على الكرة الفرنسية، إلا أن الطموح الأكبر يظل تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، وهو ما فشل فيه رغم الاستثمارات الضخمة. وفي حال قرر الملاك القطريون سحب دعمهم المالي، فقد يشهد النادي تحولًا جذريًا قد يؤثر على مستقبله التنافسي.
الأيام القادمة ستكون حاسمة لمعرفة ما إذا كانت هذه التهديدات مجرد ضغط سياسي، أم أنها بداية النهاية للعلاقة القطرية مع باريس سان جيرمان.
تعليقات
إرسال تعليق