لقب تاريخي يبدد الانتقادات
تُوِّج نادي أهلي جدة السعودي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على كاواساكي فرونتال الياباني بهدفين دون رد في النهائي الذي أقيم مساء السبت، ليكتب "الراقي" فصلاً جديدًا في مسيرته القارية.
هذا التتويج لم يكن فقط إنجازًا جماعيًا، بل جاء كفرصة ذهبية لبعض نجوم الفريق للرد على موجة الانتقادات الحادة التي لاحقتهم طيلة الموسم، سواء من الإعلام أو الجماهير. البطولة الآسيوية كشفت عن وجه مغاير لهؤلاء اللاعبين، الذين لعبوا أدوارًا محورية في التتويج التاريخي.
فيرمينو.. من التهميش إلى بطل آسيا
البرازيلي روبرتو فيرمينو، أحد أبرز الأسماء التي عانت من التهميش خلال الموسم، أثبت جدارته بقوة خلال البطولة الآسيوية. رغم استبعاده من القائمة المحلية في النصف الثاني من الموسم، قرر فيرمينو التركيز على نخبة آسيا، فكان عند الموعد.
سجل فيرمينو 6 أهداف وصنع 7 خلال 12 مباراة، ليشارك في 13 هدفًا، ويظفر بجائزة أفضل لاعب في النهائي والبطولة بالكامل. عودة قوية لمهاجم كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل، لكنها تحولت إلى قصة انتصار فردي وجماعي.
رياض محرز.. نفض غبار الانتقادات بالأرقام
الجزائري رياض محرز، الذي دخل الموسم محاطًا بالانتقادات بسبب تراجع مستواه وظهوره بوزن زائد، رد على الجميع داخل المستطيل الأخضر. تألق محرز في المسابقة كان لافتًا، حيث سجل 9 أهداف وصنع 8، ليصبح الأكثر مساهمة في الأهداف بـ17 هدفًا في 13 مباراة.
أداء محرز وضعه وصيفًا في ترتيب الهدافين، ومتربعًا على عرش صناع الأهداف، مؤكدًا أنه لا يزال يملك الكثير ليقدمه بقميص الأهلي، خاصة في المناسبات الكبيرة.
فرانك كيسي.. من تمريرات خاطئة إلى أهداف حاسمة
الإيفواري فرانك كيسي كان محل انتقاد واسع بسبب ضعف أدائه البدني وتمريراته المربكة في مناطق حساسة، لكن البطولة الآسيوية منحته فرصة ذهبية لاستعادة الثقة. سجل كيسي هدفًا صاروخيًا في شباك بيرسبوليس الإيراني مع انطلاقة مشوار الأهلي، وأضاف الهدف الثاني في النهائي برأسية مذهلة.
فضلاً عن أهدافه، قدم كيسي أداءً قويًا في وسط الميدان، وتميز بتحركاته وربطه لخطوط الفريق، ما جعله من أبرز لاعبي الوسط في المسابقة.
أليوسكي.. عودة من الظل إلى التألق
المقدوني إزجيان أليوسكي، الذي تم تجميده منذ الجولة الرابعة في الدوري، عاد للواجهة عبر بوابة دوري النخبة. كان قرار المدرب ماتياس يايسله بإعادته للفريق الآسيوي نقطة تحول، حيث قدم مستويات متميزة، خصوصًا في نصف النهائي أمام الهلال والنهائي ضد كاواساكي.
أليوسكي تألق دفاعيًا وهجوميًا على الجبهة اليسرى، وحظي بإشادة جماهيرية واسعة، قد تكون بوابة استمراره في الموسم المقبل بعد أن كان على مشارف الخروج.
خاتمة: النخبة أظهرت نخبة الأهلي
بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة لم تُمنح فقط للأهلي كفريق، بل منحت الفرصة لعدد من نجومه لاستعادة صورتهم أمام جماهيرهم، بعد موسم مضطرب. بفضل التألق الجماعي والفردي، أصبح اللقب الآسيوي بداية جديدة لعدد من الأسماء التي أثبتت أن النقد لا يعني النهاية، بل قد يكون بوابة للانبعاث من جديد.
تعليقات
إرسال تعليق