الهلال يعلن فسخ عقد جيسوس بعد موسم متقلب | benacer tv

الاستغناء عن جيسوس.. قرار صادم في توقيت حساس

أعلن نادي الهلال السعودي، في بيان رسمي صدر خلال الساعات القليلة الماضية، إنهاء علاقته بالمدرب البرتغالي جورجي جيسوس، بعد فترة حافلة بالإنجازات والأزمات. القرار جاء بعد إخفاق الفريق في بلوغ نهائي دوري أبطال آسيا، إثر خسارة مؤلمة أمام أهلي جدة (1-3) في الدور نصف النهائي.

القرار لم يكن مفاجئًا لمن تابع التراجع الفني للفريق مؤخرًا، خاصة بعد توديع كأس الملك أمام الاتحاد بركلات الترجيح، إلى جانب صعوبة الحفاظ على لقب دوري روشن رغم تبقي خمس جولات على النهاية.

جيسوس.. سيرة أسطورية ونهاية حزينة

يُعد جيسوس من أبرز المدربين في تاريخ الهلال، حيث قاد الفريق لتحقيق ثلاثية محلية نادرة الموسم الماضي (الدوري، السوبر، كأس الملك) دون تلقي أي هزيمة، وحقق حينها أرقامًا غير مسبوقة، أبرزها الوصول إلى 96 نقطة و101 هدف خلال موسم واحد في الدوري.

ولم تتوقف نجاحاته عند البطولات المحلية، إذ قاد الفريق لتحقيق 34 انتصارًا متتاليًا في جميع المسابقات، وهو رقم عالمي أثار إعجاب جماهير الكرة، وجعل من جيسوس رمزًا لمرحلة ذهبية في تاريخ النادي.

لكن الإخفاق الآسيوي المتكرر، كان بمثابة الشوكة في حلق المدرب، حيث ودع الهلال البطولة الموسم الماضي أيضًا من نصف النهائي أمام العين الإماراتي (4-5) في مجموع اللقاءين.

من الدعم الكامل إلى العاصفة الزرقاء

جماهير الهلال، التي تغنت طويلاً باسم جيسوس، انقلبت عليه فجأة بعد أول خسارة محلية هذا الموسم أمام الخليج (2-3) في الجولة 11، رغم أن الفريق لم يُهزم في 57 مباراة قبلها.

المدرب البرتغالي تعرض لاحقًا لأربع هزائم أخرى أمام القادسية، والاتحاد، والأهلي، والنصر، إضافة إلى خمس تعادلات، مما زاد من حالة الغضب الجماهيري.

وعلى المستوى الآسيوي، لم يشفع له سجل الإنجازات بعد خسارتين قاسيتين، الأولى أمام باختاكور في ذهاب ثمن النهائي (0-1)، والثانية الحاسمة أمام الأهلي، التي أنهت آمال الفريق في تحقيق اللقب المنتظر.

ضريبة البطل.. انتقادات أطاحت بالاستقرار

رغم أن جيسوس أشار في أكثر من مناسبة إلى أن الهبوط في المستوى أمر طبيعي بعد فترة طويلة من الانتصارات والضغط المستمر، إلا أن الانتقادات الجماهيرية والإعلامية لم تهدأ.

المدرب نفسه اشتكى من الحملات الإعلامية التي طالت الفريق، وصرّح قائلاً: "الضغوط طبيعية على الأبطال، لكن لا يمكن لأي فريق أن يحافظ على القمة دون دعم جماهيره".

إدارة الهلال وجدت نفسها في موقف صعب، بين الحفاظ على المدرب الذي صنع إنجازات تاريخية، وبين مطالب الجماهير الغاضبة التي فقدت الثقة في المنظومة، ليأتي القرار أخيرًا بإنهاء التعاقد مع جيسوس في لحظة قد تغيّر الكثير في مستقبل الفريق.

نهاية مرحلة وبداية التساؤلات

رحيل جيسوس يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل الهلال الفني، ومن سيقود الفريق فيما تبقى من الموسم، خاصة وأن الفريق لا يزال ينافس على لقب الدوري.

جمهور الهلال، الذي اعتاد على البطولات في عهد جيسوس، ينتظر الآن رؤية مشروع جديد يعيد الفريق إلى القمة، مع الإبقاء على شخصية البطل التي صنعها المدرب البرتغالي، رغم النهاية المؤلمة.

هل تعتقد أن الهلال استعجل في قراره؟